هدوء حذر بالشريط الحدودي.. إثيوبيا تتهم السودان بإرسال قوات إلى أراضيها والخرطوم تنفي

Sudanese Army retakes border area with Ethiopia
الفريق خالد الشامي نائب رئيس هيئة الأركان السوداني (وسط) بمنطقة الفشقة (الأناضول)

اتهمت إثيوبيا السودان بإرسال قوات إلى أراضيها بعد إعلانه استعادة كل أراضيه على الحدود بين البلدين، لكن الخرطوم نفت ذلك، في حين يسود هدوء حذر المنطقة التي شهدت معارك على مدى أسبوعين تقريبا.

ففي مؤتمر صحفي أمس الخميس بالعاصمة أديس أبابا، اتهم المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي السودان بإرسال قوات إلى الأراضي الإثيوبية.

كما اتهم مفتي دولة ثالثة -لم يسمها- بتشجيع تحرك السودان عسكريا على الحدود المشتركة، قائلا إن هذه الدولة تسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة واحتلال الأراضي السودانية.

ووفقا لوكالة رويترز، كان المتحدث الإثيوبي يشير -فيما يبدو- إلى مصر التي استدعت القائم بأعمال السفير الإثيوبي لطلب توضيح منه لتصريحات مفتي التي ربط فيها مشاكل مصر الداخلية بالتوترات في المنطقة.

وفي نفس الإطار، نقل مراسل الجزيرة في أمهرة الإثيوبي على الحدود السودانية -عن مسؤول بالإقليم- اتهامه الجانب السوداني بالتنصل من التفاهمات بين البلدين التي تهدف إلى إيجاد حلول لترسيم الحدود المختلف عليها بينهما منذ أكثر من مئة عام.

وأكد المسؤول الإثيوبي أن استخدام القوة لن يحل الخلاف الحدودي بين الدولتين.

ومقابل الاتهامات الإثيوبية، قال رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان، في خطاب ألقاه مساء أمس بمناسبة يوم الاستقلال، إن قوات بلاده لم تتحرك خارج حدود السودان.

وأضاف البرهان أن القوات السودانية "لم تتعد الحدود الدولية أو تعتدِ على الجارة إثيوبيا" مؤكدا أن السودان لا يزال يسعى لحل قضية "التعديات من قبل المزارعين الإثيوبيين" عبر الحوار.

وكان وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين قال في وقت سباق إن قوات بلاده بسطت سيطرتها على كامل الأراضي السودانية عند الحدود مع إثيوبيا. وأضاف أن أديس أبابا لم تعترض رسميا على الحدود مع السودان، وأن لدى الخرطوم وثائق تثبت موقفها.

وكان الجيش السوداني أطلق قبل أسبوعين تقريبا عملية عسكرية لاستعادة أراض كان يستوطنها إثيوبيون وتنتشر فيها مجموعات مسلحة إثيوبية، ولكن الخرطوم أكدت أن قواتها واجهت على الأرض قوات نظامية إثيوبية.

هدوء حذر
وعلى الميدان، أفاد مراسل الجزيرة بأن الحدود الإثيوبية السودانية تشهد هدوءا مشوبا بالحذر على طول الشريط الحدودي مع 4 ولايات سودانية.

وقالت مصادر محلية إن القصف السوداني على المنطقة تسبب في نزوح آلاف من المزارعين والسكان المدنيين الذين من بعض المناطق بإقليم أمهرة.

وكان وزير الخارجية السوداني قال أمس إن قوات بلاده بسطت سيطرتها على كامل الأراضي السودانية عند الحدود مع إثيوبيا.

وأضاف قمر الدين أن أديس أبابا لم تعترض رسميا على الحدود مع السودان، وأن لدى الخرطوم وثائق تثبت موقفها.

وقال في هذا الصدد "الحدود بين البلدين مرسمة بالفعل مسبقا وما يتبقى في المحادثات (..) هو زيادة علامات الترسيم على الحدود".

ولكن تصريحات المسؤولين الإثيوبيين تشير إلى أن الخلاف على ترسيم الحدود لا يزال قائما.

وكان الجيش السوداني أطلق عملية عسكرية لاستعادة أراضيه في منطقة الفشقة عقب تعرضه لكمين أوقع قتلى وجرحى منتصف الشهر الماضي، ووقع الكمين في وقت كان اللاجئون يتدفقون بالآلاف من إقليم تيغراي الإثيوبي هربا من المعارك هناك.

وقلل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد من أهمية الكمين، وتحدث عن متانة العلاقات "التاريخية" مع السودان.

يذكر أن المنطقة التي تشهد اشتباكات منذ سنوات تحد إقليمي تيغراي وأمهرة الإثيوبيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات