قمة قطرية أردنية.. الدوحة تدعم صندوق التقاعد العسكري الأردني وتوفر 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين
جاء ذلك خلال زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى عمان يوم الأحد ولقائه ملك الأردن عبد الله الثاني، حيث أكد الزعيمان حرصهما على تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها.
واتفق الطرفان على تبادل الخبرات والتدريب ضمن التحضيرات القطرية لتنظيم بطولة كأس العالم 2022 في قطر.
وقد وجه أمير دولة قطر بتوفير 10 آلاف فرصة عمل للمواطنين الأردنيين، إضافة إلى العشرة آلاف وظيفة التي وفرتها الدوحة سابقا، كما وافقت قطر على دعم صندوق التقاعد العسكري الأردني بمبلغ 30 مليون دولار.
وتناولت المباحثات عددا من القضايا، في مقدمتها القضية الفلسطينية، والتأكيد على دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين.
وأكد ملك الأردن وأمير قطر اعتزازهما بالعلاقات الأخوية بين البلدين، والحرص على النهوض بها في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها.
وينظر إلى زيارة أمير قطر -الذي وصل عمان الأحد- بوصفها ذات أهمية خاصة، إذ تأتي عقب تقارب واسع في العلاقات بين البلدين، بعد تجاوز الآثار التي فرضتها الأزمة الخليجية قبل ثلاث سنوات.
وقوبلت زيارة الشيخ تميم -قبل أن تبدأ- بترحيب رسمي وشعبي واسع، وبدا ذلك واضحا من خلال إعلان للديوان الملكي وصف أمير قطر بضيف الأردن الكبير في بيان صحفي نشره فور وصول الشيخ تميم.
وقد غصت الصحف والمواقع الإلكترونية الأردنية طوال الأيام الماضية بأخبار ومقالات مرحبة بهذه الزيارة، ومؤكدة على عمق العلاقات الأردنية القطرية.
علاقات متوازنة
من جهته، قال رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز إن سياسة بلاده الخارجية تقوم على التوازن.
وأكد الفايز في مقابلة مع الجزيرة أن الأردن يملك علاقات متوازنة بين الأطراف المتنازعة في الأزمة الخليجية، كما أكد أن الأردن يدعم المبادرة الكويتية لرأب الصدع الخليجي.
وأشار إلى أن التحديات التي يواجهها العالم العربي كبيرة، وهناك مشاكل في المنطقة، وطالب بأن يكون هناك موقف عربي موحد لحل تلك المشاكل.
من جانبه، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني أمجد العضايلة إن العلاقات بين قطر والأردن عادت إلى طبيعتها، وإن هناك تنسيقا بين البلدين على المستوين السياسي والاقتصادي.
وأضاف العضايلة في اتصال مع الجزيرة أن الأردن يتطلع إلى تعزيز الاستثمارات القطرية في الأردن وتوفير فرص عمل للأردنيين.
أما الكاتب والإعلامي القطري جابر الحرمي فقال إن دولة قطر تفهمت تخفيض الأردن العلاقات الدبلوماسية مع بداية حصارها.
وأضاف الحرمي في مقابلة مع الجزيرة أنه رغم مرور العلاقات الثنائية بأزمة فإن البلدين حافظا على العقلانية في إدارتها.
وأشار إلى أن الأردن يتعرض لضغوط عربية، فضلا عن الضغوط الأميركية في الملف الفلسطيني.
وقال إن الأردن وقطر يتوافقان على حل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية، وتأكيد حق الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
وقد أدى الحصار إلى ضغوط كبيرة على الأردن من قبل الدول التي تحاصر قطر من أجل قطع علاقته مع الدوحة، لكن الضغوط قوبلت برفض قاطع، وتم الاكتفاء بإجراءات مخففة ومؤقتة، مع إبقاء قنوات تواصل فاعلة بين البلدين، ولاحقا تبادل الأردن وقطر سفراء فوق العادة.
وما من شك أن زيارة الشيخ تميم هذه تحمل رسالة مهمة، فهي تدشن صفحة جديدة من العلاقات الوثيقة بين الدوحة والمملكة الهاشمية.